الخميس، 11 يوليو 2013

5- مهما هنكبر ونعجز هفضل أحِبِك زى زمان

                                           

                                                                             
 بسم الله

                                                                      
                                        مهما هنكبر ونعجز هفضل أحِبِك زى زمان
              



  خرجت يوماً من بيتنا ومشيت فى الطريق كأى يوم من الأيام ، كان الشارع هادئاً على غير عادته وكأنه ينقصه شيئاً ما ،
يختفى منه ضجيج قلبان شائبان اعتدتُ على سماع صوتهما ، نعم !  نعم !  ، إنهم الجاران المسنان الذان يسكنان بجانبنا !
ولكن ماذا بهم ، لطالما سمعت صوت ضحكهما ، إنهما متزوجان منذ 40 عاماً من الزمان ، لم يختفى صوت ضحكهما يوماً 
طول الأربعة عقود ، تشتت ذهنى فجأة قلقاً عليهما ، كنت أطمئن قلبى ولكنى لم أصمد طويلاً فقررت أن أصعد لأزورهما وأطمئن قلبى ، دققت على باب منزلهما الذى تتوجه السعادة كل يومِ ، دققت إلى أن كادت يدى تتوقف من شدة الدق ، خرجت جارتهما صاحبة الثلاثة أولاد تقول لى : أتطلبين العجوزين ؟ ،، قلت لها نعم ، قالت لقد وقعت العجوز من على السلم ونقلت للمشفى ، 
ذهبت مسرعة إلى المشفى ودخلت إلى غرفتها وهناك كانت الصاعقة !!؟

لقد ماتت العجوز والطبيب لا يريد أن يخبر زوجها ؟! ، ويطلب منى إخباره بمثابتى جارتهم الأصغر سناً والقادرة على تخفيف آلام الرجل العجوز ،، قلت له : لا لا لا العجوز يحب زوجته ولا شك فى أنه سوف يموت قهراً إن علم بموتها !!؟


فقال لى أن العجوز يبيت قرابة 13 يوماً أمام غرفتها ويدعو الله أن يشفيها ..

وإن صارحته بالمصيبة سوف يرتاح قلبه أكثر ،، جدالاً طويلاً مع الطبيب واستقر الأمر على أن أخبره ؟!


خرجت من الغرفة لملاقاة الرجل العجوز لأفصح له عن كل شئ وكانت الدموع تنحصر بين جفنى ورموش عينى أكاد أخفيها حتى لا يراها العجوز !!
قلت له : كيف حالك يا جدى ؟؟    ،، قال لى أريد أن يأخذ الله من عمرى ويعطيها  ،، وكان الطبيب واقفاً معنا ولم يستطع التماسك وقد انهمرت عيناه دمعاً ،، !؟

لم يتفاجئ العجوز كثيراً من دموع الطبيب وهو ما كان غير متوقع !
وقال لى أ أماتت ؟؟ ،، لم أرد ..  ،، قال ثانيةً   أماتت ؟ 

قال : لا أريد رداً لقد أجاب قلبى !؟
ذهب مسرعاً خارجاً من المشفى ولم أره بعد ذلك إلا عند دفن العجوز ،، انتهينا من دفنها ودعونا لها ثم ذهبنا وفى اليوم التالى ذهبت لأزورها فى القبر وأضع لها الزهور على قبرها .. 
وكان ماحدث أن وجدت الرجل العجوز نائماً فوق قبرها وقد لفظ أنفاسه الأخيرة ،، 


ودفن العجوزان فى نفس القبر !!!


هناك تعليقان (2):

  1. أحسنت ِ , صياغة القصة جميلة , كنت أتمنى لو سارت القصة بما يخدم الصورة ( كأن تريهما و هما يتضاحكان , فتعلمي أن الضحكة لم تخف ِ لكنها فقط غيّرت مكان انتشارها ) لكن ذلك أجمل ^-^

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً :)) بس الصورة دليل على سعادتهم فى الأول :))

      حذف